أسامة عجاج
أسامة عجاج


«أمريكا - الحوثي».. العودة إلى الصواب  

أسامة عجاج

الأربعاء، 15 ديسمبر 2021 - 01:35 م

«أن تأتي متأخرا أفضل من ألا تأتي أبدا»، هذا المثل ينطبق وبشدة على الموقف الأمريكي من الحرب في اليمن بصفة عامة، وجماعة الحوثي بصفة خاصة.

 

فالمتابع للأمر يرصد حجم التغيير الذي تم خلال الاشهر الماضية، منذ تولي بايدن مسئولية قيادة الإدارة الأمريكية أوائل هذا العام، حيث لم تنتظر الإدارة الأمريكية طويلا، وفاجأت كل دول المنطقة باهتمام استثنائي وبارز بالحرب في اليمن، والسعي الي ايقافها دون أي أشارة بقية ملفات المنطقة، وهي لا تختلف كثيرا عن ازمات المنطقة، منها ماهو( تاريخي) الصراع العربي الاسرائيلي، ومنها ماهو (مستحدث) خلال الحقبة الماضية ليبيا وسوريا مثلا.

المفاجاة الأكبر أن السياسات الجديدة، كانت تمثل استدارة كاملة للاستراتيجيات السابقة، علي الاقل خلال اربعة سنوات حكم سلفه ترامب، واتخذت العديد من القرارات منها وقف كافة الدعم الأمريكي للعمليات الهجومية في الحرب، هناك بما في ذلك مبيعات الأسلحة ذات الصلة للسعودية والأمارات ، وتعيين مبعوث دبلوماسي أمريكي  مخضرم وهو تيموني ليندر كينج، على أن تكون مهمته دعم مساعي الأمم المتحدة لوقف إطلاق النار، وإحياء المحادثات بين الحكومة وجماعة الحوثي، والأخطر هو إلغاء قرار  تصنيف الحوثي كجماعة ارهابية، وكان ذلك في فبراير الماضي، وهو القرار الذي لم يكن قد مر عليه اسابيع،  وكانت من آخر القرارات التي اتخذتها ادارة ترامب قبل أيام من مغادرته البيت الأبيض.  

ويمكن تفسير تلك المواقف الامريكية الجديدة- المفاجأة ،  في إطار اعتبارها "ورقة في المزاد"، الذي أعلنت عنه واشنطن منذ قدوم بايدن، لإغراء وتحفيز  طهران الراعي الرسمي لجماعة الحوثي، والداعم الرئيسي لها للدخول في مفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني،  كما انه يأتي في سياق  التراجع عن العديد من القرارات والمواقف التي اتخذها سلفه الرئيس ترامب تجاه عدد من الملفات، في تجاهل واضح لسوابق جماعة الحوثي وسياساته خلال العشر سنوات الماضية، وكان من الطبيعي ان الموقف الامريكي، مثل يومها  (كرسالة خاطئة) من قبل الجماعة وطهران، وهو ماحدث حيث مازالت المفاوضات حول البرنامج النووي تراوح مكانها،  يضاف الي ذلك ان الجماعة زادت من عملياتها العسكرية داخل اليمن، التصعيد في مأرب والهجوم علي تعز ،وخارجيا استهداف المملكة العربية السعودية وبعض منشاتها النفطية، في مدينة الظهران في نهاية مارس الماضي.

ووصلت الهجمات وفقا لاحصائية، اعلنها المبعوث الامريكي الخاص تيم ليندر كينغ الاسبوع الماضي الي  ٣٧٥ هجوما عبر الحدود مع السعودية، والاحصائية والاعلان عنها كان احد مؤشرات الموقف الامريكي الجديد، الذي يمثل اعادة تصحيح مسار السياسة الامريكية، كما يمكن رصد شواهد عديدة آخري خلال الأيام الماضية، منها كشف واشنطن تكشف مصادرتها شحنة أسلحة إيرانية ضخمة  متوجهة للحوثيين، تضم صورايخ بالستية متطورة وطائرات مسيرة وصواريخ مضادة للمدرعات والدبابات ومن مظاهر التصحيح ماهو سياسيا، وهذا واضح في بيان الخارجية الامريكية منذ أيام ،والذي صدر بعد جولة مبعوثها لليمن تيم ليندر كينغ من جولة ضمت السعودية وسلطنة عمان والامارات والاردن،  حيث حملت الخارجية ميلشيات الحوثي مسئولية، رفض الانخراط في وقف اطلاق النار ،واتخاذ خطوات لحل النزاع المستمر منذ حوالي سبع سنوات، والذي تسبب في معاناة لا يمكن تصورها للشعب اليمني، مع ادانة لمواصلة الهجمات علي مأرب، واستخدم المتحدث الرسمي باسم الخارجية تعبير ا قال فيه ان الجماعة هي (العقبة الدبلوماسية ) امام ايجاد حل لهذا الصراع.

ولعل السؤال، وماذا بعد، هل يتطور الموقف الامريكي اكثر إلى الامام، لخطوات جادة لوقف الحرب ، بعد ان اعادوا الي جادة الصواب، وامكانية اتخاذ كل الاجراءات، باتجاه تغيير حقيقي في سلوك جماعة الحوثي ،وداعهما الاول ايران وحزب الله اللبناني.  

 ونحن في انتظار الاجابة


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة